الأطباء يؤكدون.. أنفلونزا الخنازير فيروس ضعيف قابل للشفاء .. ؟؟
بعد اكتساحها العالم بشكل مثير للقلق والرعب، أصبح الجميع في تلهف دائم لمعرفة أحدث ما توصل إليه العلماء فيما يتعلق بأنفلونزا الخنازير أو ما يطلق عليه مجازاً "وباء القرن"، أما بالنسبة لطبيعة المرض نفسه فهو بسيط وضعيف ويمكن مواجهته بالنظافة والتعقيم والبعد عن الزحام.
ومن جانبه، أوضح جيم بيشوب كبير أطباء أستراليا، أن تفشي وباء فيروس "إتش 1 إن 1" غير خطير حسبما كان متوقعاً، مؤكداً أن كل فرد مصاب إصابة متوسطة سوف يتغلب عليها بسرعة شديدة وخلال فترة مرض قصيرة سواء استخدم مصل مضاد للفيروس أو لم يستخدم.
وأعلن باحثون استراليون أن أنفلونزا الخنازير لم تعد فعالة مثل السلالات الأخرى للأنفلونزا.
ويشعر روبرت بووي رئيس الأبحاث السريرية في المركز الوطني لأبحاث التحصين والمراقبة في جامعة سيدني، بالقلق نحو حالة الرضا الذاتى السائدة.
ويحذر بووي من موجة ثانية من أنفلونزا الخنازير العام المقبل، مؤكداً أن المواطنين لا يقدرون أنه واجهنا موجة ثم أنتهت. وأضاف "هناك الكثير من الناس سوف تتوجه إلى نصف الكرة الشمالي خلال احتفالات أعياد الميلاد وسوف يعودون بالعدوى في يناير المقبل.
فيروس "h1n1" ضعيف
أكد حاتم الجبلي وزير الصحة في مصر أن الوضع الوبائي للإصابة بفيروس أنفلونزا " اتش1 ان1" المعروف عالمياً بانفلونزا الخنازير في البلاد تحت السيطرة، حيث لا يزال حتى هذا اللحظة مستقراً.
وأشار الجبلي إلى أن انتشار المرض في مصر لا يزال محدوداً، مؤكداً أن معدل الإصابات بين الطلاب منخفض للغاية، حيث وصلت إلى 1388 إصابة بين حوالي 20 مليون طالب في مختلف المراحل التعليمية، وهو أمر بحسب تعبيره لا يستلزم وقف الدراسة.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن وفاة الحالة 52 لرجل مصري يبلغ من العمر75 سنة من القاهرة وضع علي جهاز تنفس صناعي، حيث كان يعاني من صعوبة في التنفس وكان لديه قصور في وظائف الكلي والكبد.
كما أكد باحثون بريطانيون أن مرض أنفلونزا الخنازير قد يكون أضعف الأوبئة التي تعرضت لها البشرية في تاريخها لكن الإشكالية هى أنه يمكن أن يكون أسوأ في العام القادم.
وأشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أن الحديث كثر عن وباء الأنفلونزا وقيل في البداية إنه في حال تفشيه يمكن أن يقتل 65 ألف بريطاني ولكن ثبت في النهاية أنه الأضعف في التاريخ وأنه ينتشر ببطء أكثر من المتوقع لأن آخر الإحصاءات تبين انخفاضاً شديداً في الإصابات به.
وأوضحت الصحيفة أن الأطباء يؤكدون أن الاختلاف الرئيسي بين الأنفلونزا الشتوية الموسمية وأنفلونزا الخنازير هو أن الأولى لا تقتل الصغار عادةً أما أنفلونزا الخنازير فهي الأسوأ بين الأطفال دون الخامسة الذين تبلغ معدلات دخولهم المستشفيات أعلى أربع مرات من الفئات العمرية الأكبر سناً.
يذكر أن فيروس أنفلونزا الخنازير "إتش1إن1" الذي ظهر في إبريل الماضي في المكسيك أول فيروس أنفلونزا غريب منذ أكثر من40 عاماً لكن بات واضحاً اليوم حسب البعض أن هذا الفيروس ليس كذلك أبداً.
الفيروس والإنسان
يمكن أن يتسبب الفيروس في حدوث أمراض كثيرة بين النساء الحوامل والرضع وأيضا الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية كالربو وأمراض القلب والسكري والسمنة وأمراض المناعة الذاتية.
وأكد الدكتور توماس فيريدن المدير الجديد لمركز الحماية والتحكم بالأمراض بالولايات المتحدة، أن أكثر من ثلثي ضحايا مرض أنفلونزا الخنازير حتي الآن من الشباب ومتوسطي الأعمار والذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة قبل الإصابة، بينما تستهدف الأنفلونزا الموسمية الضعفاء والمسنين.
والمعروف أن خطورة هذا الفيروس الجديد لم تصل بعد إلي قسوة الأنفلونزا الموسمية التي ضربت العالم عام 1918 وراح ضحيتها ما يقرب من 50 مليون مواطن حول العالم، في ظل غياب العقاقير والمضادات الحيوية التي يمكن أن تقضي علي المرض في مراحله الأولي